لا ترشّح حصري بل يدٌ ممدودة وتعاونٌ مفتوح

إلى أَهْلِنا الأَعِزَّاءِ في العاقورة،

نُخاطِبُكُمُ اليومَ بِرُوحِ الانْتِماءِ المارونيِّ الأَصيلِ وباسْتِشْرافِ غَدٍ يَليقُ بِعَراقَةِ أَرْضِكُم وتُراثِ أَجْدادِكُم. نَحْنُ في «نَهْضَةِ العاقورةِ» نُواصِلُ مَسيرَةً لا تَقتَصِرُ على مَوسِمٍ انْتِخابيٍّ ولا وُعُودٍ عابِرَةٍ، بَلْ هِيَ نِداءٌ مُلِحٌّ لِلتَّجَدُّدِ والفِعْل، بِهَدَفِ صَوْغِ مُسْتَقْبَلٍ يَسْتَوْحِي عُمْقَ الإِيمَانِ وعَظَمَةَ التُّراثِ.

وَمِثْلَما أَوْرَدْنا في بَيَانِ رُؤْيَتِنا: «كثيرون قد يَتَسَاءَلونَ اليومَ: لِماذا نَختارُ كَلِمَةَ «نَهْضَةٍ» التي غالبًا ما تُحيلُنا إلى حِقبةٍ تاريخيّةٍ أو مُوجةٍ ثقافيّةٍ مُحَدَّدَة، بَدَلَ أن نَتحدَّثَ بِبساطةٍ عَنْ «تَنْمِيَةِ العاقورةِ»؟ الجوابُ واضِحٌ وعَميقٌ في آنٍ معًا: فالتنميةُ تَحمِلُ في طَيّاتِها مَنافِعَ وظيفيّة، ولكنّها تفتقرُ أحيانًا إلى عُمْقِ الرُّؤْيةِ والأبْعادِ الأخلاقيّةِ وطَاقَتِها الثوريّةِ التي تُميِّزُ النّهضةَ الحقيقيّة. إنَّ طُموحَنا أكبرُ من مُجرّدِ تحديثٍ أو تَعديلٍ شَكْليّ؛ إنّنا نَصبو إلى بَعْثٍ شامِلٍ وجَريءٍ، يُعيدُ الحياةَ لتراثِ العاقورةِ العَريقِ ويَفْتَحُ أمامَها آفاقًا جديدةً مِنَ الابْتِكارِ والتّمَيُّزِ«.

من هنا ندرك أنّ «النّهضة» ليست مَشروعًا يَستغرِقُ في الماضي أو يَكتفي بزُخارفِ التّحديثِ الخارجيّ، بل هي صَميمُ التَّكامُلِ بينَ القِيَمِ والبُعْدِ الثَّقافيّ والرّوحيّ، وبينَ حاجاتِ النّاسِ وطُمُوحاتِهم المُعاصِرةِ في آنٍ واحد. فالعاقورةُ الّتي اعْتَلَت جِبالَها بدَمِ أهلِها ومحبّتِهم وشجاعتِهم، لا تَستحقّ إلّا نَهضةً تَليقُ بِهم وبتاريخِهم العريق.

وانطلاقًا من ذلك، وضعنا رُؤيةً لوِلايةِ المَجلسِ البلديِّ (٢٠٢٥–٢٠٣١) تُبيِّنُ عبر ثَماني سِياساتٍ شامِلةٍ كَيفَ يُمكِنُ أن تكونَ حَوكمةُ العاقورةِ مَنبعًا للتطوُّر وخِدمةِ أهلِها، وكيفَ يمكنُ أن يَنمو الاقتصادُ المَحلّيُّ وتَترسَّخَ قِيَمُ التُّراثِ والنَّزاهةِ المُؤسَّساتيَّةُ في آنٍ معًا. إنَّ تَبَنِّي هذهِ السّياساتِ وتطبيقَها تحت مِظلَّةِ النّهضةِ يَضمَنُ تَحريكَ عَجَلَةِ الاسْتِثْمار، وحِفاظًا فِعليًّا على الإرثِ الرّوحيِّ والثّقافيّ، مع تَعزيزِ مبادئ الشَّفافيّةِ والمُشاركةِ الشَّعبيّة. وفي سياقٍ مُكَمِّل، تُمثِّلُ الانتخاباتُ البلديّةُ والاختياريّةُ لعامِ ٢٠٢٥ مَرحلةً مهمّةً في مسيرةِ العاقورة. وانسِجامًا مع رؤيتِنا الاستراتيجيّةِ وطُمُوحِنا لفاعليّةٍ بعيدةِ المدى، نُواصِلُ في «نَهْضَةِ العاقورةِ» تَقْييمَنا المُتَأَنِّي للمشهَدِ الانتخابيِّ؛ بهدفِ تَرسيخِ مبادرتِنا على أرضيّةٍ صُلبة. وفي هذا الإطار، نُعلِنُ أَنَّنا لَنْ نُقَدِّمَ مُرَشَّحًا رَسْميًّا لانتخاباتِ ٢٠٢٥، مع تَرحابِنا بأيِّ مُرَشَّحٍ يَتَبَنّى رُؤانا وسياساتِنا، ودونَ إبداءِ دَعمٍ حَصْريٍّ لأَيِّ شَخْصٍ أو لائِحَة.

بِناءً على ذلك، نَجِدُ من واجِبِنا الوُقوفَ بِجانِبِ كُلِّ مَن يَسعى لِخَيرِ العاقورةِ في هذا الاستحقاق، مُساهِمِين في إرشادِهِم إلى أَفْضَلِ المُمارَسات. وفي الوَقتِ نَفسِه، نَسْعَى إلى استِكمالِ بَلْوَرةِ صِيغَةِ تَسْجيلِ «نَهْضَةِ العاقورةِ» وتوسيعِ كيانها، بِما يَضمَنُ عَمَلًا مُؤَسَّساتيًّا مُستَديمًا يَنطَلِقُ مِن أَهْلِ العاقورةِ وإليهم يَعود. نُؤْمِنُ بأنّ رِسالتَنا تَتَجَسَّدُ في أَن نَكونَ قريبينَ مِن مُجتَمَعِنا، نُصْغي لَهُ ونُرَكِّزُ على حَاجاتِهِ الحقيقيّة. وسَنَبْقى نَسْتَلهِمُ مِن حُبِّ العاقورةِ وثِقَةِ أَبْنائِها كي نَسيرَ مَعًا نحوَ مُستقبَلٍ يَليقُ بِعَراقةِ هٰذهِ الأَرْضِ وعَطائِها.

يا أبناءَ العاقورةِ الأعِزّاء،

إنَّ مَجْدَ العاقورةِ في تَلاحُمِ إِيمانِ أهلِها وحِرْصِهم على إرثِهم الأصيل، وفي الوقتِ نفسِه انفتاحُهم على مُقَوِّماتِ العَصْرِ والمُشاركةِ العالميّة. وكما جَسَّدَ البطريركُ إلياسُ الحويِّك رُوحَ النَّهضةِ عبرَ موقِفٍ تاريخيٍّ شُجاعٍ بَنى وجودًا وطنيًّا راسِخًا، نَسعى نَحْنُ أيضًا إلى إعادةِ تَوَهُّجِ هٰذا المِصْباحِ في العاقورة. ولَسْنا غيرَ جُسورٍ تَصِلُ العَمَلَ بِعِزَّةِ الماضي ورُؤْيةِ المُستقبل. نَحْنُ أبناءَ العاقورةِ العِظام، وَعَدْنا أن نَحْفَظَ مَكانةَ بَلْدَتِنا كشعلةِ نورٍ في جَبلِ لُبنان. فَمَنْ شاءَ مُشارَكتَنا هٰذِهِ الرِّسالةَ، أهلًا بِهِ في رِحابِ «نَهْضَةِ العاقورةِ». سَنُواصِلُ نَشْرَ تَفاصِيلِ مَسيرتنا وتَطويرها عَبرَ قَنَواتِنا المُخْتَلِفَة، حَريصينَ على أن يَبْقَى للعاقورةِ صَوْتاً وإرادةً صلبة وأَمَلً بحاضرٍ يليق بنا وبمستقبل يحاكي تطلعاتنا.

عاشَتِ العاقورةُ، وعاشَ العطاء.

فريق «نَهْضَةِ العاقورةِ»

بِتَوْقِيعِ المُتَحَدِّثِ الرَّسْمِيِّ الْحَالِيِّ:

بُطْرُس كامِل

Next
Next

النهضة ليست تغييرًا للناس، بل استعادةٌ لإرادتهم: لماذا الإصلاح في العاقورة ليس فقط ممكنًا، بل حتميًّا؟